تنوع المسارات وخطوط الرجعة
تنوع المسارات وخطوط الرجعةسبتمبر 2011 إن احترام تنوع مكونات مشروع التغيير، وتفهم وجود آليات مختلفة للعمل يعتبر ضرورة لتفعيل فكرة “المجتمع الطبيعي”. فليس بالضرورة أن يعمل كل المجتمع بنفس الطريقة، لكن “المجتمع الطبيعي” يحمي بعضه بعضاً، ويسدد كل أخطاء الآخر.كالإنسان الذي يحرك يده في الشارع وهو يمشي، ثم تصطدم بشخص عن غير قصد، فإن نظر إليه الشخص متوعداً؛ قام اللسان بعمل خط الرجعة قائلاً “عفواً.. لم أنتبه”.. واللسان هنا لا يحمي اليد فقط من رد الفعل، إنما يحمي الجسد كله من جراء فعل تم عن غير قصد. ربما في سره يسب اليد لكنه لا يبوح..واللسان في الظروف العادية لا يقوم بمهام اليد، واليد لا تقوم بمهام اللسان، ولا يعتب أحدهما على الآخر، لا يقول اللسان لليد أيتها البكماء، ولا تصف اليد اللسان بالجبان المختبيء داخل الفم.الميزة أن اللسان واليد في النهاية يعملان لهدف واحد، وهو خدمة الإنسان، كل على طريقته، وباستراتيجيته الخاصة، وأدواته المميزة.وفي مشروع التغيير ينبغي أن تتفاعل كل مكوناته من تيارات وحركات ومجموعات عمل معاً، وأن تستثمر تنوعها وعدم اندماجها عضوياً في كيان واحد في توفير خطوط رجعة في حالة الخطأ. وأن يعلم كل فريق أنه مجتهد في تصوره، ويتواضع متخلياً عن يقينه المفرط في خياراته، مؤكداً أهدافه وإصراره على تحقيقها، فإن أخطأ فريق ما سدد الآخرون من خلفه، دون أن يقولوا له بشماتة؟ “ألم نقل لك لا تفعل؟ ألم نخبرك؟؟” فالجسد الواحد لا يفعل ذلك.. يساند بعضه بعضاً، من أجل حماية مشروع التغيير ككل. فكما أن لليد أخطاء، فكذلك لها مناقب تذكر، ومن قال أن اللسان لا يخطيء، كم من مرة كانت قذائفه سبباً في تعدي الآخرين على كل الجسد.إن احترام التنوع في المجتمع ضرورة، ومن المهم استيعاب الاختلاف في الاستراتيجيات الخاصة بكل مجموعة في المجتمع، وتقدير ذلك طالما أن الجميع يسعى للوصول لذات الهدف، وأن ثمة مسار لا يتعارض مع الآخر، فلا يجتمع مسار التسوية مع مسار الحسم، لكن لا بأس من المسارات المتباعدة، فقد تكون أقرب خطوط النجدة والرجعة أحياناً.وائل عادلالمصدر: http://aoc.fm/site/node/651