«صُوَر جابر العظم» ناشطون وصحافيون سوريون «أبطال» مفارقات الثورة

«صُوَر جابر العظم» ناشطون وصحافيون سوريون «أبطال» مفارقات الثورة

أكتوبر 4, 2012

أحمد صلالالأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢ «ليست الثورة النضال على الأرض فحسب، وإن كان هو النضال الحاسم، فعلى كلٍّ منا أن يقدم ما يعتقد أنه ذو قيمة»… بهذه الكلمات يبدأ الصحافي السوري جابر العظم، صاحب فكرة «صور جابر العظم» حديثه عن مشروعه، ويتابع: «أكرّر جملةً قالها لي صديق في بداية الثورة، عندما سألته كيف لي أن أشارك وأساعد، فأجابني: في الثورة، كل شخص يعرف كيف يستطيع المشاركة، هذه أمور لا تُطلَب، أنا لا أقول لك كيف تشارك».في «صور جابر العظم»، يعتمد صاحب السلسلة صوراً فوتوغرافية يظهر فيها ممثلون لناشطين في الثورة السورية وهم يحملون صحيفة «البعث» المرتبطة مباشرة بالنظام، وقد كتب في صفحاتها عبارات تحمل طموحات ثورية، ما يناقض أداء السلطة عسكرياً وسياسياً ويجعل المشهد المُلتقط أقرب إلى المفارقة، بل السوريالية أحياناً. ويشرح العظم: «المشاركة، أشعر بها كرغبة لا يسعني تجاهلها، ووجدت طريقة لترجمتها في عمل فني، إذ يعبّر بالفن أحياناً بشكل أفضل من الكلمات، تأثرت ببعض الأصدقاء الذين اعتبرهم أبطالاً، أردت أن أصور تعابيرهم، كلماتهم وروحهم الرائعة… هكذا ولد المشروع». ويضيف: «هو واحد من مجموعة مشاريع فنية أنتجها الشعب المؤمن بثورته، المشروع يشبه ثورتنا بطريقة ما، إنه عمل جماعي حر، تشارك فيه مجموعة متنوعة من الناس، بمختلف خلفياتهم الثقافية والاجتماعية والدينية، كل يقول كلمته بطريقته الخاصة، والفحوى يتفق عليه الجميع: لا للطاغية، ونعم لوطنٍ حر». ويتابع العظم سرده لخلفيات فكرته، وكيف أوحى له شعاع الثورة في سماء سورية بـ «فلاش» الكاميرا والمعنى الذي تلتقطه: «هي ببساطة ومضة الحرية! قبل الثورة، بسنتين ربما، رغبت في العمل على مشروع بورتريه، وكنت أعدّ له في ذهني، إلا أن الفكرة لم تكن قد نضجت بعد، كانت هناك محاولات لتطويرها وصياغتها، لكن ببطء وفي شكل نظري لا أكثر.تطور المشروع في ذهني تلقائياً مع اندلاع الثورة، وأصبحت رغبتي في الإنتاج ملحة وضرورية. الثورة أعطتنا دفعاً استثنائياً لنبدع من أجلها، لنقول ونبوح».وعن الفئات الاجتماعية التي يستهدفها من خلال أدوات مشروعه وخطابه، يقول العظم: «حصرية النخبة، بالنسبة إلي، مبدأ مرفوض، والعامل المشترك بين المساهمين في المشروع هو حبهم لوطنهم وشعبهم، هم يعملون لأجل سورية حرة وديموقراطية، حتى لو لم يكونوا مثقفين أو كتّاباً أو فنانين مكرّسين، هؤلاء أيضاً يعنونني بالدرجة ذاتها، المؤكد أنني لم ولن أتمكن من تصوير كل من أتمنى وجوده ضمن هذه المجموعة الفوتوغرافية، لكن هذا كان حلمي في الأساس». ويتابع: «ربما طلبت مشاركة البعض كونهم رموزاً باتت معروفة وفاعلة، ولمشاركتهم دلالات مهمة، غير أن الأسباب الأهم لاختيارهم هي، كما ذكرت سابقاً، حبهم لوطنهم، وأنهم جزء من هذا الشعب وهذه الثورة، بغض النظر عن كونهم مشهورين أو مثقفين أو لا».وحول ترميز اعتماده على صحيفة «البعث» في لقطاته الفنية المدجّجة برسالة قوية بقدر بساطتها، يقول: «قمع الحريات الصحافية موجود بكل تأكيد في كل الصحف السورية، إلا أنني اخترت هذه لأنها تحمل اسم البعث… الحزب الذي شوّهه النظام، وتمّ التخلص من كل قياداته التي كان من الممكن أن تكون مُبَشّرة وصادقة، فتحوّل إلى شريك في قمع وتشويه مجتمعنا». ويلفت إلى أن الثورة السورية «شهدت مقتل 60 صحافياً وناشطاً من سورية ومن جنسيات مختلفة»، وأن لذلك أثراً كبيراً في «تيمة» مشروعه: «هناك نسبة كبيرة من الصحافيين والإعلاميين السوريين بين المشاركين في المشروع، بعضهم شارك فعلياً على الأرض، سواء بإنتاج أفلام وثائقية أو نقل قصص الثورة، ومنهم من اعتقل وعُذّب في أقبية النظام، وسقط منهم شهداء، سوريين وغير سوريين، قتلوا بسبب رغبتهم في نقل صورة صادقة عن كذب الإعلام الرسمي وفي المحاولة لإنقاذ الشعب السوري من المذبحة بلفت أنظار العالم».في رأي العظم إن «الحريات الإعلامية ما زالت مغيبة، على رغم انتشار الثورة، وما يقوم به الشعب السوري هو تحدٍّ لهذا القمع وتجاوز للمحرمات التي حاولوا تربيتنا عليها دائماً… ومثل هذه المشاريع شكل من أشكال الثورة أيضاً، خطوة أولى في اتجاه الحرية المشتهاة». المصدر: جريدة الحياة