الفن التشكيلي يبدأ الآن

October 19, 2012

تمام عزام10.10.2012 «الفن التشكيلي السوري سيبدأ الآن، وكل ما كان في السابق هو نوع من الوهم»… هذا ما يؤمن به التشكيلي السوري تمام عزام الذي يعد أحد أبرز الفنانين المواكبين لحركة الاحتجاجات في سورية.هذه النظرة التي يعبر عنها عزام تفسّر تفرغه التام لمتابعة يوميات الاحتجاج والرسم عنها. يقول: «ربما لم يكن في بالي هذا الشكل من التفرغ، فهو ليس قراراً. كنت أمضي إلى مرسمي وأشغّل التلفزيون، فأنسى الرسم، أو أتناسى، لأن شيئاً ما يقول لك: مهلاً، إنس ما كنت تعمل، الحياة بدأت الآن». ويضيف: «الفن التشكيلي السوري ستكون له بداية مختلفة، فنحن الآن نستند إلى معطيات ثقافية جديدة، تعتمد على كسر القوالب السابقة، وهذا لا ينطبق على الفن التشكيلي وحده، وإنما على مجمل الثقافة».ويعود عزام إلى سرد يومياته العادية قبل الاحتجاجات: «كنت مشغولاً بسلسلة لوحات الغسيل (سلسلة أعمال تصور ملابس منشورة على حبال الغسيل)، والتأويلات الأدبية لأناس تركوا بيوتهم وأماكنهم، فما بالك حين يصبح العنصر العاطفي الذي يحاول الفنان اللعب عليه لاستدراج عواطف المتلقي موجوداً في شكل مباشر؟». ويقول هذا الفنان الشاب الذي غادر دمشق إلى دبي بعد ستة أشهر من اندلاع الاحتجاجات في وطنه: «بفقداني للمرسم بعد السفر، حاولت في العمل الأول أن أربط بين شغلي القديم (الغسيل) وأعمال الديجيتال آرت (الفنون الرقمية)، فأنجزت «سورية المعلقة» وهو عمل يصور خريطة سورية المعلقة على حبال غسيل. كنت لا أزال خائفاً أن يتغير شغلي وأسلوبي… ثم قلت لنفسي: ماذا تفعل؟ هذه ثورة وسأعمل أي شيء يخطر في بالي!».ويحضّر عزام، في سياق مواكبته للاحتجاجات السورية، معرضاً في دبي تحت عنوان «سورية» ويقول «إنه لا يحتمل أي عنوان آخر… سأقدم فيه كل الأعمال التي نفذتها منذ سنة حتى اليوم، والتي ترافقت مع أحداث بعينها أحياناً، وأحياناً أخرى كانت أعمالاً مستقلة عن الترتيب الزمني». ورأى أن الوقت الآن هو الأنسب لإقامة هذا المعرض إذ «ربما لا تعود لهذه الأعمال قيمة بعد الثورة». ومن بين أعمال معرضه، مجموعة لوحات بعنوان «المتحف السوري»، بينها لوحة في صورة للموناليزا وفي الخلفية مدينة مدمرة تماماً: «هنا أتغزل بالخراب، أقصد أن أحبها (المدن) كيفما كانت، ثم إن هذا المنظر أكثر تأثيراً، فنياً، من كل أيقونات الفن في التاريخ، وكذلك أيقونات الغرب ودروسه عن الفن والإنسان».وعمّا غيرت الثورة لديه يقول: «بات في إمكاني الاستماع إلى أحد مغني الثورة صباحاً، وتخلصت من عقدة فيروز، وصرت أحب الفنون الشعبية، وأتمنى أن أقتني لافتة من الثورة السورية كي أعلقها في بيتي كإنتاج جديد للحضارة اليوم، كفرنبل نموذجاً»، في إشارة إلى البلدة الواقعة في محافظة إدلب والتي اشتهرت عربياً وعالمياً باللافتات اللماحة والظريفة والقاسية في آن واحد، ترفع في تظاهراتها.تمام عزام من مواليد دمشق عام 1980، تخرج في كلية الفنون الجميلة وأقام عدداً من المعارض الفردية والمشتركة في مدن عربية وأجنبية. المصدر: جريدة الحياة