مقالة لـ خالد الحلبي منفذ أفلام الأنيمشن “الجدار-الطبل-الدّبابة وزهرة التوليب”

مقالة لـ خالد الحلبي منفذ أفلام الأنيمشن “الجدار-الطبل-الدّبابة وزهرة التوليب”

فبراير 27, 2013

ضمن فعالية “إضاءات على فن الأنيمشن في سوريا”خالد الحلبي:عن الأفلام المشاركة بتظاهرة فيلم الأنيمشن:بدأ عملنا – كشركة نايا – في دمشق قبل بدء الثورة بعام تقريباً قمنا بانجاز بضعة مشاريع صغيرة و كان بين أيدينا مشروعين كبيرين -للأسف- تم سحبهما من قبل المنتجين بحجة تردي الأوضاع الأمنية بالبلد وبنفس الوقت تم اعتقال أحد أعضاء الفريق فقررنا نقل عملنا إلى تركيا .في دمشق أنتجنا فيلم “الجدار” قبل بداية الثورة. شاركنا فيه بمهرجان دمشق الأول للأنميشن وفعاليات ومهرجانات أخرى داخل وخارج البلد . استخدمنا في الفيلم تقنية الروتوسكوبينغ أي التمثيل الكامل قبل عملية التحريك فكان من ضمن الفريق فنان رقص تعبيري لتصميم مشاهد الرقص وأيضاً قمنا بدراسة التمثيل الإيمائي فكان بين يدي المحركين مشاهد تمثيلية لجميع الحركات وهذا ما سهل عملية التحريك وأعطاها وحدة فنية وجعلها أقرب للحركات الواقعية . كانت مدة التنفيذ ثلاثة أشهر .خلال فترة الثورة بين مرحلتي دمشق وتركيا أنتجنا اللوحتين الباقيتين “الطبل” و “الدبابة وزهرة التوليب” تحت إشراف الأستاذ علي فرزات . حاولنا الحفاظ على شكل الشخصيات مع ابتكار نمط فني جديد بالإكساءات والتخريج النهائي لتصبح جذابة لدى الجمهور مع الحفاظ على الإحساس بأنه كاريكاتور ثلاثي الأبعاد . نحضّر حالياً لإنتاج لوحات أخرى .كان لنا محاولات لإنتاج عدة مسلسلات تخصّ الثورة تم إنجاز حلقة كاملة لاثنين منها، ومشاريع أخرى لم تتخطى إنهاء المراحل الأولية لأسباب إنتاجية .فن الأنميشن وباقي الفنون البصرية:يُعتبر فن الأنميشن واحداً من أهم الفنون البصرية لما له من تأثير مباشر على المتلقي و لما يملكه من حرية في التحكم بالأدوات التعبيرية المختلفة، وإمكانية المبالغة والتحوير في الشخصيات والأشكال والأحداث .مقارنة بباقي الفنون يظل لفن الأنميشن جمالياته الفنية الخاصة القادرة على إبهار كل من يراه من كبار وصغار .قد نشاهد في بعض الأفلام الروائية اتجاهاً نحو الفانتازيا والخروج عن المألوف ومستوى عالٍ من المبالغة لكنها تبقى محدودة وهي بمعظم الأحيان بحاجة إلى الاستعانة بأدوات الأنميشن من حيث الشخصيات والأماكن وبعض المؤثرات البصرية .ومع تطور تقنيات الحاسوب من تجهيزات وبرمجيات أصبح فنان الأنميشن أكثر حريةً، ويوماً بعد يوم لم تعد المعوقات التقنية تحدّ من خياله فبإمكانه نقل كل ما يجول في داخله من مشاعر وأحاسيس وأن يسرح في خياله بلا حدود ليستقي منه ما يناسب موضوعه فيرسم صوراً وأشكالاً يحركها مثلما يريد. يوصل للمشاهد الرسائل التي يريدها بالصورة التي يريدها دون أي شعور بقيد أو محدودية الأدوات التقنية، إذْ صار الأهم هو الجانب الفني وليس إمكانية التنفيذ التقني .عن مستقبل الأنميشن في سوريا: تمتلك سوريا الكثير من الخبرات ذات المستوى العالي فنياً وتقنياً . كما أنجزتْ في السنوات السابقة العديد من المشاريع التي كان لها حضوراً لافتاً وتأثيراً كبيراً على مستوى المنطقة .خلال الثورة شاهدنا عدة أعمال انتشرت بشكل كبير بين الناس صوّرت الأحداث وقدمت الأفكار برؤى مختلفة فكان منها الأفلام القصيرة التي شارك معظمها في “مهرجان سوريا الحرة السينمائي” لهذا العام والعام الماضي وكان منها المسلسلات كمسلسل “قصر الشعب” الذي نال جماهيرية كبيرة وانتشاراً واسعاً .معظم المشاريع التي نفذت قبل الثورة كانت للخارج وأغلبها للخليج. المشاريع السورية مئة بالمائة قليلة جداً وكثير منها لم ير النور . الإعتماد على الخارج سيؤدي حتماً إلى عدم الاستقرار وأي قرار سياسي مفاجئ قد يعني توقف عمل هذه الاستوديوهات بشكل كامل .نظراً لما لفن الأنميشن من أهمية في التأثير على الفرد وبناءه وغرس القيم والأخلاق فيه دون تشويه. تصديرها للخارج بدل استيرادها، ولما لصناعة الأنميشن من مكاسب على صعيد الدخل القومي والفردي وتوفير فرص العمل لشريحة واسعة من المجتمع . يجب في سوريا الجديدة دعم تجربة الأنميشن الموجودة حالياً ونقلها لتصبح صناعة قادرة على الاستمرار والصمود بتكامل حلقة التعاون بين القطاع العام والخاص والمؤسسات التعليمية بالشكل التالي :- المؤسسات التعليمية ترفد سوق العمل وبشكل مستمر بالكوادر المتخصصة المؤهلة والمدربة أكاديمياً والجاهزة للعمل.- الشركات والاستوديوهات الخاصة تقوم بصناعة المشروع المدروس والمناسب للمشاهد السوري .- بعد تخصيص ميزانية لدعم مشاريع الأنميشن المحلية تقوم جهة حكومية مختصة بشراء المشروع بسعر التكاليف بعد أن يخضع لشروط معينة ويمر على مختصين أصحاب خبرة لتقييمه، ومن ثم تقوم بعرضه على محطات التلفزة الحكومية . وتصبح بعدها هذه الجهة شريكة مع الشركة الخاصة في بيع حقوق العرض لباقي المحطات المحلية والعربية والعالمية لضمان ربح واستمرار الشركة الخاصة ولضمان القدرة على تمويل مشاريع أخرى من قبل الجهة الحكومية .بالإضافة إلى ذلك تقوم جهة أخرى كـ “نقابة فناني الرسوم المتحركة” مثلاً بتنظيم المهرجانات والمسابقات، الندوات، المحاضرات والفعاليات المختصة بالأنميشن ودعوة الشركات والأفراد للمشاركة بها، وضبط العلاقة بين الفنانين والشركات والمنتجين .هذه الخطة تم اتباعها في كثير من الدول التي نهضت بصناعة الأنميشن. سوريا من الدول المؤهلة بشكل كبير لتصبح من الدول الرائدة في هذا المجال إذا حصل هذا الدعم لما تملكه من مواهب وتنوع فكري وفني، وفيها الكثير الكثير من القصص والحكايا التي تصلح لتكون مشروعاً ناجحاً . المصدر: مهرجان سوريا الحرّة السينمائي الأول