الحراك المدني السوري

أغسطس 4, 2017

تكمن أهمية البحث الذي بين أيدينا بأنه نتاج حوارات وسجالات وورشات عمل ولقاءات فردية واستبيانات قامت بها ووجهتها مؤسسة دولتي لنشطاء سوريين/ات طرحوا تجربتهم  وتحاوروا واختلفوا وراجعوا تاريخ الحراك المدني السلمي وراهنه. ناظرين/ات له بعين نوستالجية حيناً ونقدية أغلب الأحيان، عين تقارب الإيجابيات والسلبيات وتستشرف المستقبل. الأمر الذي يجعلنا أمام مادة من و إلى النشطاء، تهدف مجددا إلى فتح باب السجال والحوار ومراجعة تجربة الحراك المدني السلمي منذ بداية الثورة السورية ) آذار 2011 ( والاستفادة منها. سعيا لتلافي الأخطاء وبناء استراتيجية جديدة تأخذ بعين الاعتبار ما جرى وتستفيد منه، خاصة أن المشاركين/ات لا زالوا يؤمنون بجدوى وأهمية الحراك، و أن الورشات التي قامت بها مؤسسة دولتي ربما تعتبر الأولى من نوعها من جهة المنهجية المتبعة على الأقل، لجهة قدرتها على جمع نشطاء لأول مرة ووجها لوجه ومن بيئات متعددة وخاضعة لسيطرة جهات عسكرية متعددة من جهة ونشطاء من الداخل والخارج من جهة أخرى. الأمر الذي  أتاح رؤية الأفكار التي يتقارب حولها النشطاء وتلك التي لا زالوا يتساجلون حولها. مما قدم مادة غنية تعكس وضع الحراك الآن وآفاق مستقبله من وجهة نظر من يعملون عليه. الأمر الذي عك ????س في نهاية المطاف مدى الحاجة لإجراء مثل هذه النقاشات والحوارات .إذاً نحن أمام معلومات خارجة من واقع الحراك السلمي بكل أمله ويأسه، مصدرها نشطاء بعضهم لا يزال يعمل على الأر ????ض، كلٌّ من موقعه/ا وجغرافيته/ا، و آخرون/ أخريات اضطرتهم الظروف للمغادرة لكنهم بقوا على ????صلة بما يجري بطريقة أو بأخرى. وبعضهم هجر الن ????شاط نحو بلاد اللجوء، بما يجعلنا نقترب أكثر فأكثر من فهمهم لطبيعة الحراك وقوته أو ????ضعفه و أخطائه في كل منطقة لنقدر على قراءة اللوحة كاملة على اتساع الجغرافية السورية. مع العلم أن المادة تشكل مرجعية لأي باحث/ة أو مراكز بحثية مهتمة بمقاربة هذه المسألة. يتمحور الهدف النهائي من هذا البحث في أن يكون بداية لنقاشات وقضايا تهم النشطاء بما يخص الحراك السلمي في سوريا، و أن يعمل النشطاء على إحياء دور النقد والمراجعة لهذه الورقة دوما على ضوء التطورات الجديدة. لتتم قراءة النظري )المنتج هنا( على الواقع سعياً لبناء استراتيجية جديدة يتم نقدها مجدداً والعمل عليها لتطوير آليات الحراك المدني السلمي نف ????سه عبر فتح آفاق جديدة له. خاصة أن النشطاء أنفسهم باتوا أكثر معرفة ودراية بحالة حراكهم، و أكثر اطلاعاً على تجارب زملائهم الذين/اللواتي انقطعوا عنهم بسبب تمزق الجغرافية السورية وتسارع الأحداث وظروف البلد والظرف الشخصي لكل ناشط/ة.