السلاح هو المشكلة وليس الحل

سبتمبر 7, 2012

نورس مجيد30-08-2012كيف أقول ذلك دون أن أساوي بين من بادر بالقتل ومن لبى المبادرة بفعل مشابه؟ وكيف أخاطب العقول والقلوب في آن معاً؟ كيف أصارح إخوتي بما لدي دون أن أهين من تعرض ذووه للذبح؟ إن السلاح جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل، واعتباره كذلك قد يعيننا على البحث عن بدائل حقيقية.لا يكاد أحد اليوم يصبر على سماع هذه الكلمات، لكني أجزم بأن من يتلكؤون تجاه دعوة “أوقفوا القتل” سيضطرون قريباً إلى العودة لهذه الدعوة عندما سندرك بأن السلاح وصفة للاستمرار وليس الحسم، عندما يستمر سقوط الأطفال والنساء والرجال العزل دون أي أمل بالتهدئة، عندما تختفي ملامح الصراع فلا يعود بالإمكان التمييز بين طرفيه، وعندما تتشابه الوسائل لدرجة نبدأ معها بالتساؤل عمن قام بهذا العمل، عندما تختفي آخر بقايا الإنسانية في قلوب شبابنا، عندما نبدأ بتبرير انتهاكات لا سبيل لتبريرها، عندما نخجل من الحقيقة لدرجة إخفائها أو إلقاء وزرها على الطرف الآخر، عندها سندرك، وربما في وقت متأخر جداً، بأن علينا أن نتوقف، وبأن خطابنا يجب أن يعتدل، وبأن هذا المنهج لن يحقق عدالة وديمقراطية وتنمية ورفاهية للإنسان السوري، والدلائل التاريخية على ذلك كثيرة لمن يبحث عنها.إن أي مركبة لا تملك القدرة على التوقف تصبح خطراً وقد تودي بحياة من فيها ومن حولها، وليكن خطاب كل منا وعمله منذ الآن أداة احتكاك مضادة لوقف هذه الآلة، فما ينبغي علي أن أفعله، كما قال هنري ديفيد ثورو، هو التيقن، في كل حال، من أني لا أشارك في الباطل الذي أدينُه.علينا أن نتذكر ونذكر دائماً بأنه ليس هناك من ضحية أكثر من أولئك المدنيين الذين يسقطون بجريرة العمل العسكري والعمل العسكري المضاد، ولا بد من فهم ذلك حتى نوقف المعاناة الحقيقية للناس.لا يملك أي طرف حق فرض الحرب والقتال على مدني لم يختر معركته، أو اختارها ولم تكن معركة سلاح. إن الخطوة الأولى لإيقاف هذا الدم تكون بالحيادية تجاهه، وأقصد بذلك الوقوف بشكل صارم ضد أي عمل من شأنه أن يودي بحياة مدني مهما بدا هذا العمل “وطنياً”، ومهما كانت أهدافه. هذه الوقفة قد تفرض على البعض في طرفي الصراع التخلي عن انتماءٍ جرى تكريسه لأشهر طويلة: الانتماء لنظام أمعن في ظلمه، أو لحيادية سلبية لا تأبه لطرفي الصراع، أو لثورة ارتكست لحرب أهلية. هذا التخلي هو الخطوة النفسية الأولى التي يجدر القيام بها حتى يتسنى لنا بناء قاعدة شعبية تبني توافقها أولاً على أساس اعتبار الدم السوري خطاً أحمر.المصدر: كبريت